عن الكتاب

Nafie Model

مقدمة الكتاب

مع تبلور إدارة المشاريع كعلم وفن ومن خلال تطبيقاتها في مختلف المجالات ظهرت الحاجة الماسة لزيادة نسبة ما ينجح من المشاريع، وعليه فقد قام الكثير من الممارسين والجهات البحثية بمحاولة معرفة أسباب نجاح وفشل المشاريع، فأظهرت العديد من الدراسات الحاجة إلى التأكد من جدوى الاستثمار قبل الانخراط في التنفيذ واستهلاك الموارد. كما أشارت إحصاءات كثير إلى أن نجاح إدارة أنشطة المشاريع ضمن المخطط له من حيث التكلفة ونطاق العمل لا يعني بالضرورة نجاح ما ينتج عن المشروع من مخرجات في تحسين نتائج الأعمال. من هنا، وحتى تتأكد المؤسسة من جدوى الاستثمار وللتغلب على هذه الفجوة بين النجاحين ظهرت الحاجة إلى دمج فكر جديد يمتزج مع إدارة المشاريع عند بدء وأثناء وبعد انتهاء دورة حياة المشاريع، بل يمتد ليربط ما قبل بداية المشروع من تخطيط وتوجهات استراتيجية وصولاً إلى ما بعد انتهاء المشروع وعلاقة مخرجاته بالعمليات التشغيلية اليومية. هذا الفكر الجديد هو فكر البحث عن المنفعة المتحققة مما يجري على مستوى المشروع بل ويمتد إلى البرامج ومحافظ المشاريع.

عندما ظهرت الملامح الأولى لمفاهيم إدارة المنافع كانت تهتم في المقام الأول بالتأكد من تحقيق قيمة إيجابية أو نتيجة نهائية للمؤسسة بعد تنفيذ المشاريع، وما لبث الممارسون أن أدركوا أهمية امتداد هذا الاهتمام إلى البرامج ومحافظ المشاريع. ولذلك فإدارة المنفعة مؤهلة لتكون الأرضيةَ المشتركةَ بين الإداريين على مختلف المستويات لتحديد القيمة المضافة المتوقعة لأي نشاط قبل البدء فيه وأيضًا تقييم مدى تحقق هذه القيمة بعد الانتهاء منه.

يهدف هذا الكتاب إلى دعم الممارسين الإداريين العرب الساعين لتحسين نتائج الأعمال من خلال توثيق مجموعة من الخبرات العملية في القطاع العام والخاص والخيري، ولذا فمحتويات الكتاب وعلى رأسها نموذج “نافع” محاولة لتحرير مجموعة من الخبرات الحقيقية ونقلها بشكل مركز ومختصر بما كان وراءها من قصص نجاح وقصص فشل عاصرها مؤلفو الكتاب.

ويسعى الكتاب عبر تدرج محتوياته إلى مساندة القراء ومن ورائهم المؤسسات في تحسين نتائج أعمالهم عبر تيسير فهم وتبني وتحسين ممارسات إدارة المنافع.

حيث يتناول القسم الأول (مدخل إلى إدارة المنافع) المصطلحات والمفاهيم الأساسية في إدارة المنافع حتى يتم تمييزها عن المجالات الإدارية الأخرى، بينما يناقش القسم الثاني (نموذج “نافع”) مكونات نموذج “نافع” الذي قام المؤلفون بتطويره ليكون مرجعًا فعالًا ومتكاملًا للمؤسسات الساعية للاعتماد على إدارة المنافع.

أما القسم الثالث (تبني وتفعيل الإدارة بالمنافع) فيساعد القارئ على إدارة مبادرة تبني وتفعيل إدارة المنافع باعتبارها عملية تغيير مؤسسي عبر أحد نماذج إدارة التغيير وهو نموذج “أدكار”. ثم يأتي القسم الرابع مخاطبًا الساعين لما بعد تبني وتفعيل إدارة المنافع حيث يساعدهم على (زيادة نضج ممارسات إدارة المنافع) فيناقش الخطوات والملاحظات العملية التي يجب أخذها بعين الاعتبار.